هل فكرت يوم إن أول أنواع البلاستيك الصناعي في العالم كانت تُستخدم في صناعة المسابيح، والهواتف القديمة، وحتى أجهزة الراديو؟
هذه الخامة اسمها البكلايت (Bakelite)، وهي مادة غير عادية، لأنها كانت أول خامة بلاستيكية تُصنَّع بشكل كامل في المختبر سنة 1907 على يد العالم البلجيكي ليو باكلاند (Leo Baekeland).
ما هو البكلايت؟
البكلايت هو نوع من الراتنجات الصناعية ناتج عن تفاعل الفينول (Phenol) مع الفورمالدهيد (Formaldehyde).
والنتيجة مادة صلبة، قوية، مقاومة للحرارة، ولا توصل الكهرباء
استخداماته القديمة:
في بدايات القرن العشرين، كان البكلايت يدخل في:
- صناعة الهواتف القديمة والراديوهات الكلاسيكية.
- المقابض، الأزرار، والمجوهرات التقليدية.
كان البكلايت يعطي لمعة فخمة ويقدر يتحمل حرارة اليد والاحتكاك بدون ما يتأثر، وهذا السبب خلاه محبوب عند صُنّاع المسابيح والقطع الزخرفية.
لماذا البكلايت مميز؟
- مقاوم للحرارة والكهرباء
- لا يذوب ولا يتشكل بسهولة
- صلب ومتين لكنه خفيف الوزن.
- يعطي ملمس دافئ ولمعة راقية
- ومع مرور الوقت، يتغير لونه قليلًا ويكسب طابعًا عتيقًا جميلًا، لذلك الناس اليوم يعتبرونه خامة "كلاسيكية راقية".
في عالم المسابيح
في عالم المسابيح، البكلايت له مكانة خاصة.
كانت المسابيح المصنوعة منه تعتبر رمز للأناقة والفخامة في الخمسينات والستينات، واليوم تعتبر قطع نادرة لهواة الجمع.
يتميّز البكلايت في المسابيح بأنه:
- يصدر رائحة خفيفة مميزة عند تسخينه.
- صوته عند التصادم ناعم وثقيل شوي.
- يلمع مع الوقت ويكسب بريقًا خاصًا ما يشبه أي خامة أخرى.
هل ما زال يُستخدم اليوم؟
اليوم، قل استخدام البكلايت لأن ظهرت خامات أحدث وأرخص وأسهل في التصنيع مثل النايلون والبولي إيثيلين.
لكن رغم كذا، البكلايت ما فقد قيمته التاريخية، وصار رمزًا للقطع التراثية والمقتنيات الفريدة — خصوصًا في المسابيح والهدايا ذات الطابع الكلاسيكي.
البكلايت ليس مجرد بلاستيك قديم، بل هو بداية عصر جديد في عالم المواد الصناعية.
ورغم مرور أكثر من قرن على اكتشافه، إلا أن جماله وملمسه الفريد ما زال يحتفظ بسحره حتى اليوم — خصوصًا في عالم المسابيح الكلاسيكية.